السؤال: بعض الخطباء يتشجع لإنكار منكر ويصدع بكلمة الحق، فيجد من إخوانه الخذلان والتخلي عنه، فيجب أن نكون بهذه المناسبة يداً واحدة في قول الحق؟
الجواب: يجب أن نطالب الحكومة وأنا أقوله من هذا المكان، وسأقوله لهم أيضاً بغير هذه الوسيلة، يجب ألا يبقى في هذه الأيام أي خطيب ممنوع من الخطابة من الإخوة كلهم، يجب أن يرجعوا جميعاً للخطابة، فنحن الآن أحوج ما نكون إليهم، نحن الآن لا نحتاج والله للمنافقين والمطبلين والمزيفين، أو الذين يبتعدون عن قضايا الأمة، بل نحتاج هؤلاء الرجال الصادقين الذين يقولون كلمة الحق، يجب أن يعودوا إلى وظائفهم وأعمالهم، وأن يخطبوا ولو خارج المساجد، يجب أن تقال كلمة الحق، لكن ذكرنا بعض القواعد التي لا تغيب عن أذهانكم: أن تكون في حدود أن تكون الأمة يداً واحدة وصفاً واحداً على الباطل، وأن تحفظ عقيدتها وإيمانها وأمن بلدها، ونحن نريد أن تكون الأمة كذلك.
أما دعاة العلمانية والفساد والانحراف الذين قد يستغلون الأحداث كما حدث في الأزمة الأولى: استغلوا الحدث بعمل مظاهرة نسائية من أجل قيادة المرأة للسيارة، وهذه المرة أنا لا أستبعد لو قامت حرب واشتدت الأمور أن يقوموا بمظاهرة ويعملون أشياء، ويتحركون بأي شكل، فهؤلاء هم الذين يجب أن نجتمع عليهم، ولا يجوز أن يُسكت أحد أو أن ينتقد، أما إذا أخطأ فنعم، يرد إلى الحق ويرجع إن شاء الله.
فشكوى الأخ من أنه قد لا يجد المعين أنا أقول له: ليس الأمر كذلك إن شاء الله، لكن يجب أن نكون يداً واحدة في هذا المجال، ونتعاون على قول كلمة الحق كتابة وحديثاً ومداخلة في الإعلام إذا استطعنا، وفي الصحف والأشرطة، والحمد لله الوسائل كثيرة، لكن نتحرى الحق ومن أجل الحق.
أشرنا إلى ما ينبغي على إمام المسجد وماذا يفعل، ومنها: تذكير الناس بالله سبحانه وتعالى، وتثبيت الإيمان في قلوبهم، ومنع تسرب الإشاعات الباطلة والوهن والضعف إليهم، هذا من واجبك يا أخي الكريم، تذكيرهم بالآيات والأحاديث والثقة بالله والتوكل عليه، وأن المستقبل لهذا الدين، وبشائر النصر والصحوة الطيبة والحمد لله، هذا في الخطاب، والقنوت والتضرع والدعاء خاصة عندما يكون إخواننا تحت الضرب، والعدو يعد حرباً خبيثة جداً، وربما يستخدم أسلحة لم تستخدم من قبل، وبإمكانه أن يدمر دماراً هائلاً، نسأل الله أن يخذلهم وأن يكف بأسهم إنه على كل شيء قدير.
فمن أعظم دفع ذلك: الدعاء والضراعة إلى الله سبحانه وتعالى في النوازل، وهذه من أعظم النوازل، وهذه سنة النبي صلى الله عليه وسلم، والدعاء على الكافرين كما دعا صلى الله عليه وسلم على أعداء الدين.
كذلك ما أشرنا إلى أن يكون المسجد مكاناً للتعاون على حفظ الأمن ومساعدة المحتاجين، والإيواء والإغاثة والنجدة، أو على أي باب من أبواب الخير، مجتمعنا في المسجد، ومكان لقائنا في المسجد، ومنه إن شاء الله نتشاور وننطلق لمصلحة الحي، ولمصلحة البلد ككل، فدور الأئمة لا شك أنه مهم في هذا.